اسم الکتاب : البرصان والعرجان والعميان والحولان المؤلف : الجاحظ الجزء : 1 صفحة : 138
ثردة [1] : ما هذه الرّمكاء [2] يا أمير المؤمنين؟ فقال له سليمان: ما هذا الأنس قبل الخلطة. ثم حسر الرجل عن ذراعه وعن يده فإذا في ذراعه وضح، فقال يا أمير المؤمنين وهذا أيضا. قال: فلمّا أمر لهم بجوائزهم قال: زيدوا الرجل مائة دينار لما كلّمناه به.
قال أبو الحسن: وكان أيمن بن خريم أبرص، وكان خاصّا ببشر ابن مروان ثم غضب عليه ومضى إلى عبد العزيز وهو على مصر، فوهب له قيمة ألف ألف درهم، ثمّ جرى بينه بعد ذلك وبين بشر كلام فقال أيمن:
لا والله، ولكنّك ملول مستطرف [3] . فقال له بشر أنا ملول مستطرف، وأنا أوكلك منذ كذا وكذا!!. ومن البرصان بشر بن المعتمر [4]
وهو معلّم أبي موسى المردار [5] ، وبشر القلانسيّ، وأبي عمران الرّقاشيّ، وروح العبدي، [1] في اللسان: «ثردت الخبز ثردا: كسرته فهو ثريد ومثرود. والاسم الثردة بالضم» . [2] الرمكاء من الرمكة، بالضم، وهي لون الرماد. وفي الأصل: «ما هذا الرمكا» . [3] يقال رجل طرف، بكسر الراء، ومتطرّف بكسر الراء المشددة، ومستطرف بكسر الراء: لا يثبت على امرأة ولا صاحب، وانظر الخبر بتفصيل فيما سيأتي.
[4] بشر بن المعتمر، بكسر الميم، صاحب البشرية، انتهت إليه رآسة المعتزلة ببغداد، وانفرد عن أصحابه المعتزلة في بعض مسائل أوردتها في كتابي (معجم الفرق الإسلامية) . وكان بشر نخاسا في الرقيق. توفي سنة 210. ولسان الميزان 2: 33، والملل 1: 81، والمواقف 622، ومفاتيح العلوم 19، والفرق 141، واعتقادات الرازي 42. [5] المردار بضم الميم، هو أبو موسى عيسى بن صبيح تلميذ بشر بن المعتمر كما ذكر الرازي أيضا في الاعتقادات 42. وقال البغدادي في الفرق 51: «وكان يقال له راهب المعتزلة. وهذا اللقب لائق به إن كان المراد به مأخوذا من رهبانية النصارى، ولقبه المردار لائق به أيضا، وهو كما قيل:
وقلما أبصرت عيناك من رجل ... إلا ومعناه إن فكرت في لقبه
» قلت: يشير البغدادي بهذا إلى أن «مردار» بالفارسية معناه القذر أو الجيفة. انظر-
اسم الکتاب : البرصان والعرجان والعميان والحولان المؤلف : الجاحظ الجزء : 1 صفحة : 138